واصلت أزمة قطاع الإشهار بالمغرب، تفاقمها سنة 2018 حيث انهار سوق الإشهار بنسبة تقرب من 12.8 في المائة مقارنة بسنة 2017، ولم تتجاوز عائداته 5.1 مليار درهم، بحسب البيانات الاحصائية لتجمع المعلنين بالمغرب (GAM).
غير أن لعنة سوق الإشهار لم تصب جميع الفاعلين، حيث مازالت المحطات الإذاعية محافظة على وتيرة نموها محققة أرباحا ناهزت 1.1 مليار درهم أي بمعدل نمو بلغ 9.5 في المائة.
ونفس النمو سجلته المواقع المستفيدة من الإعلانات الرقمية، التي حققت بدورها نموا بلغ 10.3 في المائة، بأرباح فاقت 604 مليون درهم.
في المقابل تراجع نصيب القطاع التلفزي من كعكة الإشهار بعد عقود من استحواذه على حصة الأسد إذ خسر في 2018 ما يقرب من 35 في المائة من عائدات الإشهار، بعدما انكمشت مداخيله الصافية إلى 1.9 مليار درهم فقط.
وهكذا خسرت “القناة الثانية” 14 في المائة من مداخيلها، أي 74 في المائة من قدرة القناة الإشهارية، وهو ما يمثل تراجعا في المجال بلغ 8.8 في المائة. أما بالنسبة لقناة “الأولى”، فقد تراجعت عائداتها بنسبة 12.7 في المائة وانخفضت بنسبة 29 في المائة، تليها قناة “ميدي 1” بتراجع قارب 11.2 في المئة مع انخفاض بلغ 16 في المائة.
في المقابل، لم تتأثر قناتا “الرياضية” و “تمازيغت” بتبعات السوق، إذ عرفت القناتان زيادة في العائدات قاربت 17 في المئة للرياضية، و14 في المئة لقناة تامزيغت، علما بأن حصتهما السوقية لا تتجاوز عتبة 1 في المائة.
وتفيد بيانات 2018 بأن الإشهار المعلق فقد جاذبيته لدى المستشهرين ، و تراجعت عائداته خلال عام واحد بنسبة 19 في المائة، أي حوالي 1.3 مليار درهم ، ويعزى ذلك إلى استنفاد فرص النمو من جهة والفوضى التي تشهدها مدينة الدار البيضاء، التي تهيمن بمفردها على 41 في المائة من عائدات الإشهار المعلق. ونتيجة لذلك فقد سجلت المداخيل الاشهارية لمدينة الدارالبيضاء، انكماشا ملحوظا قدر بـ 31 في المائة، ونفس التراجع سجلته مدينة الرباط التي تراجعت مداخيلها الاشهارية بـ 12 في المائة فيما خسرت مدينة طنجة 53 في المائة من عائدات الاشهار المعلق، في حين لم تتأثر مدينة مراكش بهذه الأزمة، أما فاس فقد انتعشت مداخيلها الإشهارية بنسبة 48 في المائة.
ولم تسلم الصحافة الورقية من لعنة جفاف مداخيل الإشهار، والتي تقلصت بنحو 23.3 في المائة ، ولم يتجاوز مجموع مبالغها 575 مليون درهم، الشئ الذي فاقم الحصة السوقية للصحافة الورقية التي أصبحت تمثل بالكاد 10 في المائة. أما قطاع الإشهار في المجال السينمائي فيبدو أنه يسير نحو الإنقراض مثله في ذلك مثل القاعات السينمائية، بعدما فقد 28 في المائة من عائداته و لم تعد حصته السوقية تتجاوز 0.8 في المائة.