واصلت أسعار الفوسفاط الخام ارتفاعها مع بداية السنة الحالية، مسجلة زيادة بنسبة 3.4 في المائة خلال الشهر الأول من العام وارتفاعا بنحو 28 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
أما أسعار الأسمدة فعرفت مع بداية العام منحى انخفاضيا نتيجة ضغوط انخفاض الطلب الهندي، إذ أن طلبات العروض الهندية كانت أقل من المتوقع. وأثرت سياسة الإغراق الإيراني للأسواق بمادة اليوريا التي تدخل في صنع الأسمدة، بعروض جد منخفضة، على الأسواق.
وتجدر الإشارة إلى أن أسعار الفوسفاط في السوق العالمية عرفت خلال العام الماضي ارتفاعا ملحوظا، وذلك بعد خمس سنوات متواصلة من الانخفاض، نزل خلالها متوسط سعر الفوسفاط الخام من نحو 150 دولار للطن إلى حوالي 80 دولار للطن. وفي نهاية يناير الأخير ارتفع السعر إلى 102.5 دولار للطن.
وفي هذا سياق، تحسن أداء المكتب الشريف للفوسفاط. وعرف الحجم الإجمالي لصادرات المكتب من الفوسفاط ومشتقاته خلال سنة 2018 ارتفاعا بنسبة 1.7 في المائة من حيث الحجم، وزيادة بنسبة 17 في المائة من حيث القيمة. وتحسنت مساهمة المكتب الشريف للفوسفاط في إجمالي قيمة الصادرات للسنة الثانية على التوالي، بعد انخفاض خلال عامي 2015 و2016. وبلغت القيمة الإجمالية لصادرات المكتب الشريف للفوسفاط خلال سنة 2018 51.7 مليار درهم من الفوسفاط ومشتقاته، مقابل 44.2 مليار درهم في سنة 2017. وأصبحت هذه الصادرات تمثل حصة 18.8 في المائة من إجمالي صادرات البلاد، التي ناهوت خلال هذه الفترة 275 مليار درهم.
وللإشارة فإن المكتب الشريف للفوسفاط انتهج سياسة استثمارية قوية خلال السنوات الأخيرة، من خلال افتتاح مجموعة جديدة من منصات تصنيع الأسمدة من الجيل الجديد في منطقة الجرف الأصفر، والتي تتميز بمرونة كبيرة في التكيف مع توجهات الطلب والقدرة على الاستجابة لتحولات السوق. كما توجه المكتب الشريف للفوسفاط صوب إفريقيا من خلال سياسة تجارية وصناعية مقدامة، مستفيدا من عامل القرب ومن النمو القوي لهذه الأسواق، من خلال مشاريع صناعية كبرى للأسمدة في إطار شراكات مع مستثمرين محللين وتكاملات مع صناعة الغاز الطبيعي الإفريقي. وفي هذا السياق أصبحت صادرات الأسمدة تمثل حصة 58 في المائة من إجمالي قيمة صادرات المكتب الشريف للفوسفاط، فيما يمثل الحامض الفوسفوري 27 في المائة، والفوسفاط الخام 15 في المائة.