تستعد شركة الدارالبيضاء للتهيئة لتسليم مشروع حديقة الجامعة العربية في الموعد المحدد، أي يونيو 2019، وهو المشروع الذي انطلقت الاشغال به منذ يناير 2016 و كلف غلافا استثماريا فاق 100 مليون درهم. ويتقاطع هذا المشروع مع مشروع أخر تعهدت به نفس الشركة ، ويهم تأهيل شوارع المدينة بغلاف استثماري يفوق 2480 مليون درهم والذي لم تتجاوز نسبة الأشغال به حتى الآن 35 في المائة، على أن تنتهي في دجنبر 2021. وضمن هذا المشروع تمت برمجة تهيئة و توسيع شارع مولاي يوسف الذي يتتقاطع جزء منه مع حديقة الجامعة العربية.
وفي خضم هذا التسابق، تم قطع صفين من الأشجار على كل جانب من الطريق. غير ان اجتثاث الأشجار من هذا المقطع الشهير بشارع مولاي يوسف سيحرم البيضاويين من الممرات الجميلة تحت الأشجار التي يعود تاريخها إلى بدايات عهد الحماية.
والواقع أن هذا المقطع من شارع مولاي يوسف، والذي شكل على مر عقود من الزمن متنزها للبيضاويين، تعرض خلال السنوات الأخيرة لإهمال فظيع من طرف سلطات المدينة، وتدهورت أحواله كثيرا بسبب الفضلات والأوساخ والروائح الكريهة التي يخلفها «طائر البقر» pique boeufs، هذا الأخير اتخذ من أشجار المنطقة أعشاشا له، حتى أضحى الرصيف مطرحا لنفاياته، وبات مرور الراجلين تحت الأشجار مغامرة لاتخلو من عواقب سقوط الفضلات على رؤوس المارة.
غير أن سلطات المدينة التي وقفت عاجزة أمام إزعاج هذا الطائر، وبدل أن تحاربه وتقلص من أعداده كما تفعل العديد من مدن العالم التي تتوفر على مصالح خاصة لضبط وتقليص أعداد الطيور في شوارعها وساحاتها العمومية، فضلت سلطات الدارالبيضاء أن تضحي بأشجار يناهز عمرها قرنا من الزمن، تحت ذريعة توسيع الشارع وتجهيز رصيفين للمشاة على جانبي الشارع وكذا ممر خاص للسماح للمشاة بمتنزه الحديقة العربية بالمرور من جانب إلى آخر .