تتواصل بمراكش فعاليات النسخة الخامسة للمؤتمر الإفريقي لمهنيي المحاسبة الذي انطلقت أشغاله أمس الأربعاء بمشاركة أزيد من 1200 مشارك من حوالي 50 دولة ضمنها 47 بلدا إفريقيا لمناقشة الدور الذي تضطلع به مهنتي المحاسبة والافتحاص في تعزيز أداء القطاع العام فيما يتعلق بنجاعة وفعالية الاقتصاد بإفريقيا.
وأكد عصام الماغيري، رئيس هيئة الخبراء المحاسبيين على الدور الاستراتيجي لمهنة المحاسب حيث أن ما تقدمه هذه المهنة من معلومات مالية حقيقية ووجيهة تعد أساس دولة القانون والديمقراطية، موضحا أن مهنة المحاسب تساهم في تحسين الفعالية الإدارية والترابية.
ويناقش المشاركون في هذا المؤتمر، المنظم من قبل هيئة الخبراء المحاسبيين على مدى ثلاثة أيام، أيضا، مساهمات مهنة المحاسبة في بناء قطاع عمومي عال الأداء يسهم في تحقيق التنمية بإفريقيا.
على صعيد متصل قال محمد بنشعبون، وزير الاقتصاد والمالية في كلمة تلاها بالنيابة عنه زهير شرفي، الكاتب العام للوزارة “إن المغرب انخرط في نقاش وتفكير حول ضرورة تجاوز بعض النواقص التي تعتري نموذجه التنموي من خلال على الخصوص، إرساء حكامة مؤسساتية جيدة تروم تحديث أجهزة الدولة وتحسين التنافسية الصناعية وتأهيل العنصر البشري وتعزيز وتعميم أنظمة الحماية الاجتماعية والتقليص من الفوارق الاجتماعية والجهوية والتوحيد بين مختلف الاستراتيجيات القطاعية”.
بنشعبون أضاف أن “الإصلاحات التي قام بها المغرب مكنته من تحسين مناخ الأعمال وربح 10 مراتب في تقرير “داوينغ بيزنيس ” المنجز من قبل البنك الدولي، حيث انتقل من الرتبة 69 سنة 2018 إلى المرتبة 60 في سنة 2019، قائلا في هذا الصدد ” نطمح إلى احتلال المرتبة ال50 على المستوى العالمي في أفق 2021″.
وأضاف أنه لبلوغ هذا الهدف سيواصل المغرب الاصلاحات التي انخرط فيها وتسريع وتيرة باقي الاصلاحات التي تم وضعها وخاصة تفعيل المراكز الجهوية للاستثمار في صيغتها الجديدة.
من جانبها، أبرزت لمياء بوطالب، كاتبة الدولة المكلفة بالسياحة تأثير مهنتي المحاسبة والافتحاص على القطاعات العمومية فيما يتعلق بالنجاعة والفعالية والحكامة والشفافية.
وأوضحت أن هذه المهنة تساهم على نحو جدي في إرساء قطاع عمومي عال الأداء تحقيقا للتنمية بإفريقيا، مشيرة إلى الدعم التي تقدمه الحكومة المغربية من أجل تعزيز دور مهنة المحاسب في تطوير القطاعات العمومية .
من جهة أخرى، تطرقت بوطالب إلى العديد من الإصلاحات التي باشرها المغرب والتي مكنت من تحسين الولوج للخدمات العمومية وتطوير البنيات التحتية التي لها تأثير ايجابي على تحسين مناخ الأعمال بالمملكة.
وأشار إن كي جو، رئيس الفيدرالية الدولية للمحاسبين، إلى أن المحاسبين يمثلون الشفافية الضريبية التي تعد شرطا أساسيا لتحقيق الازدهار الاقتصادي.
وأضاف أن الغش والرشوة يشكلان عوائق في وجه النمو بإفريقيا، داعيا في هذا الصدد، إلى تعاون وثيق بين القطاعين العام والخاص لمحاربة الجريمة المالية والغش والرشوة، وكذا إلى تبني المعايير الدولية في مجال المحاسبة لتحقيق الفعالية بين الاقتصاديات العالمية.
أما جاكوبيس دي توا، رئيس الفيدرالية الإفريقية لمهنيي المحاسبة، فأبرز من جانبه، دور المحاسبين في تحسين مناخ الأعمال، داعيا إلى ادماج ممثلي هذه المهنة في جميع المشاريع التنموية.
ويعرف هذا الحدث الدولي، المنظم بتعاون مع الفيدرالية الافريقية لمهنيي المحاسبة، مشاركة أزيد من ألف مشارك ضمنهم مسؤولون وطنيون ودوليون متخصصون في هذا المجال، إلى جانب مشاركة أزيد من مائة متدخل مرموق على الصعيد الدولي سيحاولون على مدى ثلاثة أيام التطرق لثلاث مواضيع رئيسية كبرى عبر عدة جلسات وتهم “مؤسسات عمومية قوية تدعم أداء السياسات العمومية وقيمة التدبير العمومي في إفريقيا “، و”التفكير المتكامل : خيار من أجل تدبير الموارد وأداء القطاع العام لفائدة إفريقيا” و”قياس الأداء وتقييم الأثر وضرورة المساءلة”.
ويتضمن برنامج هذا المؤتمر، أيضا، العديد من الجلسات العامة تتمحور بالأساس حول “الديمقراطية والابتكار لتدعيم أداء القطاع العمومي بإفريقيا” و”المناصفة، دعامة أساسية لبناء افريقيا التي نريد” و”الاستثمار في افريقيا : تقاسم المبادرات بالمنطقة” و”مؤسسات قوية من أجل سياسات عمومية وتدبير الأداء العمومي الناجح بافريقيا” و”الفكر المندمج خيار لتدبير الموارد وأداء القطاع العمومي بما يخدم مصلحة افريقيا” و”الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي مستقبل مهنة المحاسبة”، فضلا عن تنظيم ورشتين وتقديم دراسات حول الممارسات الفضلى في مجال تدبير الماليات العمومية.