أكد التقرير السنوي الاخير حول تحليل اتجاهات السلع وديناميتها (أركاديا 2019)، الذي يندرج في اطار التعاون بين “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد” ومجمع أبحاث “سيكلوب” أن الرفع من الإنتاجية الفلاحية يشكل مفتاحا للتحول الهيكلي للاقتصاد الأفريقي .
وحسب (أركاديا) يتعين أن يأخذ هذا المفتاح في الاعتبار، من ناحية، التدهور الهائل للتربة المزروعة مما يقلل من إمكانات الإنتاج، ومن ناحية أخرى، قدرة الصناعة والخدمات على امتصاص فائض اليد العاملة الفلاحية، والذي يبدو محدودا على المدى المتوسط.
وتابع التقرير أن الرهان الذي يواجه الدول هو تحديث سلاسل التغذية، ليس فقط من خلال تشجيع التكثيف المستدام للإنتاج، بالنظر إلى محدودية مساحة الأراضي الصالحة للزراعة التي لا تزال غير مستغلة في معظم البلدان، ولكن أيضا من خلال تشجيع احداث مناصب شغل لائق، ولا سيما في المناطق القروية للحيولة دون أن يحدث التحضر انتقالا للفقر من البوادي إلى المدن الكبيرة المزدحمة.
وأوضح أن البلدان الأفريقية التي اعتمدت هذه الاستراتيجية، مثل إثيوبيا ورواندا، حققت تقدما ملحوظا في الحد من نقص التغذية وهجرة الساكنة النشطة إلى وظائف غير فلاحية ذات أجور أفضل.
ولاحظ التقرير ان الحكومات تفضل أن تبني إستراتيجيتها للتنمية الفلاحية على الاستغلاليات الكبيرة، يفترض أنها أكثر فاعلية، على حساب ضيعات صغيرة، تمثل الأغلبية العظمى، ولا تشكل فئة متجانسة.
وحسب التقرير ينبغي أن تكون الأولوية بالنسبة للسلطات العمومية هي تشجيع صغار المنتجين في سلاسل القيمة ذات الاداء الجيد وتطوير الأنشطة غير الفلاحية في المناطق القروية، مما يسمح للأسر الفلاحية بتنويع دخلها قبل أن تتخصص في الفلاحة أو تشرع في مهنة أخرى.
وقام بكتابة هذا العمل نحو عشرين خبيرا دوليا تحت إشراف فيليب تشالمين، أستاذ التاريخ الاقتصادي في جامعة باريس- دوفين حيث يدير ماستر في الشؤون الدولية، وإيفيس جيغوريل، أستاذ محاضر ونائب عميد كلية الاقتصاد بجامعة بوردو، وأستاذ ملحق بكلية التجارة بتولوز ومؤلف العديد من الكتب في مجال المالية، وخاصة دراسة حول المنتوجات المالية المشتقة .
