وقعت الوكالة الفرنسية للتنمية وشركة (الدار البيضاء للنقل) اتفاقية قرض بقيمة 1.1 مليار درهم ( ما يعادل 100 مليون أورو)، مقرونا بمنحة قيمتها 5.5 مليون درهم (500 ألف أورو)، لإنجاز الخطين الثالث والرابع لترامواي الدار البيضاء، وذلك بهدف تحسين جودة الحركية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة.
وأوضح الطرفان، في بلاغ مشترك أن هذا الاتفاق المالي والتقني الجديد، الذي وقع بحضور سفيرة فرنسا بالمغرب هيلين لو غال، والذي سيعزز من علاقات التعاون بين الوكالة والشركة، سيمكن من توسيع عرض النقل المشترك وجعله في متناول أكبر عدد ممكن من ساكنة الدار البيضاء، إضافة إلى النهوض باستخدام نمط النقل النظيف، وتحسين جودة الخدمات المقدمة في إطار النقل العمومي.
وأشار الطرفان إلى أن بداية الشراكة التقنية والمالية بينهما تعود إلى سنة 2012 بتمويل قيمته 23 مليون أورو خصصت لإنجاز الخط الأول للترامواي، متبوعا بتمويل ثان سنة 2017 بقيمة 30 مليون أورو وجهت لإنجاز الخط الثاني، مضيفين أن هاذين القرضين صاحبتهما منحتان ماليتان بلغتا على التوالي 1.3 مليون أورو و500 ألف أورو، لتغطية الدراسات الاستراتيجية والمساعدة التقنية المتعلقة بالجانبين البيئي والاجتماعي.
ونقل البلاغ ذاته عن لوغال قولها إن هذه الشراكة تدشن اليوم مرحلة جديدة وهامة، من خلال توفير تمويل جديد يصل إلى 100 مليون أورو، يتيح للوكالة الفرنسية للتنمية أن تواكب شركة (الدار البيضاء للنقل) في ما يخص بناء منظومة نقل ناجعة ومنخفضة الكربون.
وأكدت المسؤولة الفرنسية أن إحداث هذه المنظومة سيساهم في تحقيق مجموعة من الأهداف العالمية ذات الصلة بالتنمية المستدامة، عبر فتح المجال أمام أكبر عدد من المواطنين للولوج إلى خدمات النقل العمومي والشغل، والتخفيض من التأثيرات السلبية على البيئة.
ومن جانبه، أبرز المدير العام لشركة (الدار البيضاء للنقل) نبيل بلعابد أن النهوض بمدينة مستدامة ودامجة رهين بضمان شبكة نقل عمومي موسعة وقوية، موضحا أن “إنجاز الخطين الثالث والرابع يشكل مرحلة هامة جدا في مسار تفعيل مخطط النقل الحضري للدار البيضاء، والرامي إلى إنشاء شبكة نقل جماعي ذات جودة عالية وممتدة على أوسع نطاق ممكن، وبإمكانها تأمين نمط نقل يتكامل بفعالية مع باقي أنماط النقل الأخرى”.
فيما لفت مدير الوكالة الفرنسية للتنمية بالمغرب ميهوب مزواغي إلى أن هذه الشراكة تراهن، أيضا، على تحقيق المساواة بين الرجال والنساء في مجال النقل المستدام، مسجلا أن “المشروع يروم، ضمن أهدافه كذلك، تحسين ولوج النساء إلى وسائل النقل المشترك، وبالتالي منحهن فرصة الوصول إلى مصادر الشغل، خاصة بمدينة الدار البيضاء”.
وأضاف أن “المشروع سيتيح للنساء، وكذا الأشخاص الذين هم في وضعية حركية محدودة، التنقل بشكل آمن ومريح”، مشيرا إلى أن 49 في المائة من مستعملي الخطين الأول والثاني للترامواي حاليا هم من النساء.