قال فريد الباشا، رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط بالنيابة، “إن جامعة محمد الخامس تولي اهتماما خاصا بالتنمية المستدامة على صعيد التكوين والبحث العلمي، كما تولي اهتماما لتدبير مرافقها حتى تستجيب لأهداف وغايات هذه التنمية. ونوه الباشا بالعمل الجيد الذي تقوم به جميع المؤسسات التابعة للجامعة وخاصة كلية العلوم”.
الباشا، الذي كان يتحدث خلال افتتاح أشغال المؤتمر الدولي حول الموارد الطبيعية والتنمية المستدامة في دورته الثالثة، أشاد بالاتفاقية التي تجمع بين الجامعة والإيسيسكو، مشيرا أن المملكة المغربية أصبحت نموذجا يقتدى به في مجال التنمية المستدامة وفي مجالات عدة. وأضاف قائلا، إن المغرب قادر على تحقيق كل ما هو ممكن مما يجعل المغرب يثير انتباه ويجلب العديد من الدول عبر العالم”.
وينظم المؤتمر الدولي حول الموارد الطبيعية والتنمية المستدامة هذه السنة تحت شعار:” الصحة والتطبيقات الغذائية ومستحضرات التجميل”، من طرف كل من مؤسسة ابن رشد لتشجيع البحث العلمي والابتكار والتنمية المستدامة، وجامعة محمد الخامس بالرباط، وكلية العلوم التابعة للجامعة، بشراكة مع منظمة الإيسيسكو واتحاد جامعات العالم الإسلامي.
من جانبه، أكد سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أن التغيرات الهائلة التي طرأت على حياة البشر، تفرض تضافر الجهود وتوحد الرؤى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، عبر تثمين الموارد من خلال البحث العلمي الدقيق في مجالات التغذية والزراعة، مما يبرز الدور المحوري الذي تلعبه الجامعات ومراكز الأبحاث والمختبرات.
وأضاف المالك أن الإيسيسكو، سعيا منها إلى التوعية بأهمية ربط نتائج البحث العلمي والتكنولوجي بالتنمية المستدامة، تولي اهتماما خاصا بالبيئة والذكاء الاصطناعي، والنماذج المستقبلية للتعليم، وتطوير علوم الفضاء من أجل بلورة حلول مبتكرة وفتح آفاق واعدة لدول العالم الإسلامي.
واختتم المدير العام للإيسيسكو كلمته بتجديد دعوة المنظمة إلى الأخذ بمفهوم التنمية المستوفاة، الذي يهدف بشمولية واستشراف إلى المزاوجة بين أهداف التنمية المستدامة وابتداع أطروحات ووسائل لمجابهة التحديات المستجدة.
ومن جهة أخرى، قال ممثل وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بالمملكة المغربية، أن الوزارة تطمح إلى أن يكون هناك توازن بين النمو الاقتصادي والتنمية، من أجل تحسين ظروف عيش المواطنين مع مراعاة الحفاظ على الموارد الطبيعية، التي توفر لنا إمكانيات عديدة وتحفز على الابتكار.
على صعيد متصل قال محمد الركراكي، عميد كلية العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن الباحثين يلعبون دورا حاسما في إنجاز بحوث ودراسات تركز على استخدام المنتجات الطبيعية في مجال الصيدلة والأدوية والتجميل، مستعرضا مبادرات الكلية في المجال.
وأشارت الدكتورة هناء المنفلوطي، نائبة رئيس مؤسسة ابن رشد لتشجيع البحث العلمي والابتكار، إلى أن استخدام الموارد الطبيعية يقوم على التنوع البيئي، مما يقتضي أن نضمن استغلالا عقلانيا لها يحقق التنمية المستدامة، منوهة بأن برنامج المؤتمر يجمع نخبة باحثين من جميع أنحاء العالم.
وعقب ذلك قدم الدكتور كورت هو ستتمان، أستاذ فخري في عدد من الجامعات بسويسرا والصين، الندوة الافتتاحية حول دور النبتات الطبيعية والأعشاب في الحفاظ على الذاكرة. ويتضمن جدول أعمال اليوم الأول من المؤتمر جلسة حول المنتجات الطبيعية النشطة بيولوجيا، ثم مائدة مستديرة تحت عنوان: “فرص تعزيز تنفيذ بروتوكول ناغويا في سياق الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020”.
عرف هذا المؤتمر الدولي، الذي تتواصل أشغاله إلى 27 ماي الجاري، حضور أكثر من عشرين دولة مشاركة، بالإضافة إلى عدة شركات عالمية مرموقة تشتغل في مجال التغذية والصحة والتجميل.