انتشرت مؤخرا الكثير من الظواهر الرقمية المرتبطة بالنصب والاحتيال، حيث يستغل المحتالون شبكات التواصل الاجتماعي للوصول إلى الضحايا المفترضين وذلك عبر تقديم عروض عمل مغرية عن بعد.
ويشتكي الكثير من مستخدمي “واتساب” ممن تحدثوا إلى “بزنسمان ماغازين” من الرسائل المزعجة التي تنتشر في الأسابيع الأخيرة، حيث يتوصل المستخدم برسالة عبر واتساب تخبره أن هناك عرض عمل بمقابل مادي، وكل ما عليه هو ترك تعليق جيد أو وضع إعجاب على محتوى معين.
لكن ما يخفيه المحتالون عن المستخدم، هو هوياتهم، وأسماء الشركات التي يعملون فيها إن كانت فعلا حقيقية، وهذا دليل دامغ على كذب العرض وأن الرسالة ما هي سوى تصيد احتيالي، إذ غالبا ما يظهر الرقم غريبا دون أي صورة للمحتال او اسم للشركة المزعومة.
ووقع بعض الناس فعلا في هذه الأساليب الاحتيالية التي تمنح المستخدم بداية مبالغ بسيطة مقابل الاعجابات، قبل أن يتم نصب كمين رقمي، ليحصلوا منه على مبلغ، قد يصل إلى ألف درهم، يتم تقديمه لضحايا آخرين على أنه تعويض، و يتم تحويل المال إليهم وهكذا حتى يبقى المحتالون بعيدا عن الرقابة.
فالمحتالون يستخدمون أموال الضحايا أنفسهم للدفع لضحايا آخرين وإيهامهم أنهم يتلقون مقابل عن عملهم الوهمي..
هذا وقد سبق لشركة كاسبيرسكي الروسية أن حذرت مطلع العام الجاري من تنامي ظاهرة التصيد الاحتيالي عبر الانترنت.
إقرأ أيضا: “كاسبيرسكي”: معظم المغاربة يجهلون مخاطر الانترنيت
ومن المظاهر الجديدة للاحتيال، التي حذرت منها الشركة هي تزييف وسيط لوظيفة حقيقية وشريفة. إذا كانت الوظيفة تتطلب شهادة محدّدة أو إجراء اختبار قبول إلزامي، فيضمن المحتالون التوظيف لوظيفة معيَّنة بعد حضور “دوراتهم التدريبية”.
أنت تدفع مقابل الحصول على تدريب، وقد تتعلم شيئًا ما، لكنك لا تحصل على مساعدة في العثور على وظيفة ولا توجد ضمانات بعد ذلك. يُعدّ هذا المخطط شائعًا بشكل خاص في الولايات المتحدة الأمريكية لشغل الوظائف الحكومية.
وأصبح شائعا أن المحتالين دخلوا مواقع العمل الحر، والتوظيف عبر الانترنت مثل “لينكدإن”، حيث يقومون بإنشاء حسابات مزيفة وعروض عمل مزيفة، ويستخدمون الذكاء الاصطناعي في ذلك.
جدير بالذكر أن التفاصيل الخاصة بسوق التوظيف تجعل صاحب العمل دائمًا هو من يدفع مقابل البحث، وليس الموظف. إذا كانت “جهة التوظيف” تطلب أموالاً من مقدم الطلب، فمن المرجح أن يكون هذا تصيُّدًا احتياليًا.