أفاد معهد ماستركارد للاقتصاد أن التقنيات الرقمية توفر راحة أكبر للسياح القادمين إلى إفريقيا جنوب الصحراء.
وأوضح ماستركارد في بلاغ أن أحدث تقارير “اتجاهات قطاع السفر ” العالمي برسم 2024، الذي يصدره معهد ماستركارد للاقتصاد، كشف أن التقنيات الرقمية توفر راحة أكبر للسياح القادمين إلى إفريقيا، مبرزا أن الأمر يتعلق بنقلة نوعية في قطاع السفر خلال هذا العام، والتي تميزت بزيادة لافتة في الإنفاق على السفر ونمو قويّ في حركة المسافرين.
وأبرز المصدر ذاته أن التقرير يقدم لمحة عن قطاع السفر، وما يشهده من تغيرات عبر العديد من الأسواق من حول العالم، مؤكدا أن الإقبال على السفر في الوقت الراهن أقوى من أي وقت مضى، وذلك بالرغم من تقلبات أسعار الصرف وتفاوت القدرة على تحمل التكاليف.
ويكشف التقرير أيضا بأن قطاع السفر آخذ في النمو والازدهار خلال العام 2024، حيث حدثت تسعة من آخر 10 أيام من الإنفاق القياسي في قطاع الرحلات البحرية والطيران هذا العام.
في هذا السياق، نقل البلاغ عن ناتاليا ليشمانوفا، كبيرة الاقتصاديين لمنطقة أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وإفريقيا لدى معهد ماستركارد للاقتصاد قولها: “يتعافى قطاع السفر في إفريقيا بشكل جيد، مدفوعا بالإقبال الكبير على استكشاف وجهات جديدة من حيث طبيعتها وثقافاتها والتجارب الأصلية التي تقدمها”.
وأضافت السيدة ليشمانوفا أن التوجه نحو تمديد فترات الإقامة، وتنامي استخدام المدفوعات الرقمية هي أمور إيجابية ستترك بصمتها على قطاع السياحة ككل، وستنعكس على قدرة الحكومات المحلية ببناء اقتصادات متنوعة.
ويسهم تنامي استخدام التقنيات الرقمية في توفير مزيد من الراحة للسياح القادمين إلى منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بينما يؤدي النمو المتسارع للمدفوعات الرقمية إلى تقليل الاعتماد على النقد في المنطقة، وبالتالي إحداث تغيير في أنماط الإنفاق في القطاع السياحي.
وتشير تقديرات معهد ماستركارد للاقتصاد إلى أن نسبة تعاملات السياح بالأموال النقدية (التي يتم قياسها حساب السحوبات من أجهزة الصراف الآلي مقابل سحوبات البطاقات) خلال زيارتهم لمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انخفضت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق خلال العام 2024، لتسجل 10 نقاط مائوية أقل بالمقارنة مع العام 2019.
وبالرغم من أن غالبية عمليات الدفع الرقمية في المنطقة تتم عن طريق الهاتف، يعتمد المسافرون على بطاقاتهم للدفع في المنطقة أكثر من أي وقت مضى.
ويستند التقرير إلى تحليل بيانات المعاملات المجمعة ومجهولة المصدر، بما يشمل بيانات شركة ماستركارد SpendingPulse™، ومصادر بيانات الطرف الثالث. ويتعمق ذلك في أبرز اتجاهات السفر العالمية خلال العام الحالي وما بعده.
وأشار البلاغ إلى أن أعداد السياح الدوليين الوافدين إلى إفريقيا تجاوزت مستويات ما قبل الوباء لأول مرة في الربع الأول من عام 2024.. فخلال هذه الفترة، استقبلت جنوب إفريقيا 2.4 مليون زائر من بقية أنحاء العالم، ما يمثل زيادة بنسبة 15.4% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2023.
كما سجلت موريشيوس زيادة بنسبة 16% خلال نفس الفترة.. كما سجلت أعداد السياح الوافدين إلى تنزانيا رقما قياسيا بلغ 1,808,205، بزيادة بنسبة 24.3%.
بالمقارنة مع فترة ما قبل الوباء، قام المسافرون إلى جنوب إفريقيا بتمديد رحلاتهم لمدة يومين إضافيين تقريبا (من 7.8 إلى 10.6 يوما)، بالمقارنة مع المعدل العالمي البالغ يوما واحدا. ويمكن أن يعزى ذلك لطبيعة الأجواء الدافئة في هذه البلدان وتكاليفها المعقولة.
ويشير معهد ماستركارد للاقتصاد لوجود علاقة عكسية بين أسعار الوجهة وزيادة أيام الإقامة فيها خلال تواجدهم في هذه الوجهات، وبعبارة أخرى، كلّما انخفضت الأسعار في الوجهة، طالت فترة الإقامة.
يعطي المستهلكون الأهمية للتجارب ذات المغزى عوضا عن الأشياء المادية، حتى أثناء السفر. وحسب SpendingPulse Destinations، التي تقيس حجم المبيعات في المتاجر وعبر الإنترنت لكامل أشكال الدفع، فقد ارتفع الإنفاق على التجارب ليصل إلى 12% من إجمالي مبيعات السفر، وهي أعلى نقطة يتم تسجيلها خلال السنوات الخمس الماضية على الأقل، وذلك اعتبارًا من شهر مارس 2024.
ويبدو بأن الفعاليات المؤثرة، مثل الحفلات الموسيقية (كحفل تايلور سويفت) والرياضية (مثل كأس العالم للكريكت) تقود اتجاهات السفر العالمية.
وبالنسبة للوجهات الأكثر شعبية، حسب البلاغ، جاءت اليابان في المركز الأول، وإيرلندا (المركز الثاني) والإمارات (المركز التاسع) بين أكثر الوجهات العالمية شعبية خلال الأشهر الـ 12 الماضية، مبرزا أنه بالمضي قدما، من المتوقع أن تحتل ميونخ المركز الأول كأكثر الوجهات شعبية خلال الصيف (يونيو حتى غشت 2024)، وذلك بالتوازي مع انعقاد دوري أبطال أوروبا.
من جهة أخرى، تعتبر دبي وموريشيوس وإسطنبول وفرانكفورت ونيروبي أكثر خمس وجهات شعبية للهروب من فصل الشتاء، بينما تعتبر كيب تاون واحدة من أكثر ثلاث وجهات شعبية للمسافرين من المملكة العربية السعودية.
تلتزم ماستركارد بدعم قطاع السياحة العالمي ومساعدته على استقبال المسافرين، وذلك عبر توفير باقة من الخدمات، بما في ذلك تحليلات السوق ومعلومات البيانات الآنية، التي تساعد على فهم اتجاهات المستهلكين المتغيرة واستراتيجيات مشاركة العملاء التي تضفي طابعا شخصيا على تجربة السفر وتعزز الولاء للعلامة التجارية.
ويتمتع حاملو بطاقات ماستركارد بمجموعة شاملة من مزايا السفر المريحة، التي تثري تجربتهم وتسمح لهم بإجراء مشترياتهم اليومية بكل راحة وموثوقية.
تم إطلاق معهد ماستركارد للاقتصاد في عام 2020 ليقدم تحليلات تنظر في اتجاهات الاقتصاد الكلي من وجهة نظر المستهلك.
ويعمل فريق من الاقتصاديين والمحللين وعلماء البيانات على تحليل معلومات ماستركارد، بما في ذلك معلومات شركة SpendingPulse™ التابعة لماستركارد، وبيانات الطرف الثالث لإعداد تقرير دورية حول الشؤون الاقتصادية التي تخصّ العملاء الرئيسيين والشركاء وصانعي السياسات.