قال تقرير صادر عن مرصد العمل الحكومي إن استضافة المملكة لكأس العالم يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية الأساسية والمنشآت الرياضية والمرافق، وهو المسار الذي بدأه المغرب منذ سنين، عبر تطوير وبناء ملاعب ومرافق رياضية جديدة، تتطلب استثمارات تتراوح بين 3 و5 مليارات دولار. ورغم تكلفتها، يمكن أن تُغطى هذه الاستثمارات عبر الشراكات والدعم الدولي.
التقرير المعنون ب “كأس العالم 2030: مكاسب تنموية كبرى وتحديات لتحقيق الاستدامة”، أضاف أن المغرب شرع في تطوير البنية التحتية اللازمة لتنظيم نهائيات كأس العالم بشكل مشترك مع البرتغال وإسبانيا، عبر تمديد شبكة القطار الفائق السرعة (البراق) بين الدار البيضاء وأكادير، الذي يعد من بين أهم المشاريع الاستراتيجية، حيث سيربط وسط المغرب بشماله وجنوبه، مما يسهم في تقليص مدة السفر بين المدينتين إلى حوالي ساعتين ونصف بدلاً من خمس ساعات، وسيحقق فوائد اقتصادية وسياحية كبيرة، منها تسهيل تدفق السياح المحليين والدوليين، وتعزيز نشاط السياحة في جنوب المغرب الذي يتميز بمناطق جذب سياحية مثل أكادير وسوس ماسة.
وتقدر تكلفة تمديد شبكة القطار الفائق السرعة إلى أكادير بحوالي 5 مليارات دولار، مما يتطلب مشاركة استثمارات من القطاع الخاص والدعم الدولي، وسيعمل هذا المشروع على توفير فرص عمل كبيرة أثناء مرحلة البناء، كما سيزيد من توسيع نشاط المقاولات المغربية في قطاع النقل السككي.
إضافة إلى ذاك، يهدف المغرب إلى بناء وتجهيز مستشفيات حديثة قادرة على تلبية احتياجات الزوار المحليين والدوليين، إضافة إلى تحسين الخدمات الطبية للسكان المحليين، ومن المتوقع أن تصل تكلفة هذه الاستثمارات الصحية إلى 2 مليار دولار.
ويشير التقرير إلى أن تنظيم كأس العالم يتطلب تعزيز شبكة الطرق السريعة والداخلية في كافة المدن المستضيفة، من خلال توسيع وتحديث الطرق بين المدن وتجهيز المطارات بالمرافق الحديثة لاستيعاب العدد الكبير من الزوار. يتوقع أن تُخصص 1.5 مليار دولار لتطوير البنية التحتية للنقل، مما سيسهم في تسهيل تنقل الزوار والمقيمين ويُحسن من تجربة التنقل داخل المغرب.
وتساهم هذه المشاريع في تحفيز الاقتصاد المحلي عن طريق خلق فرص عمل مؤقتة ودائمة، ومن المرتقب أن تحدث حوالي 50,000 إلى 80,000 وظيفة جديدة في مجالات البناء، السياحة، والخدمات، مما يعزز من التشغيل ويساهم في تحسين دخل الأفراد.
كما يحتاج المغرب، حسب التقرير إلى تحديث المطارات، وتطوير شبكة الطرق، وتوسيع وسائل النقل العام، مما يشكل استثمارًا طويل الأمد في جودة حياة المواطنين، وتقدر تكاليف هذه التحسينات بنحو 2 مليار دولار.
ويمكن استخدام الملاعب والبنيات الرياضية التي تم إنشاؤها لأغراض مختلفة بعد البطولة، ما يخلق فرصا لاستضافة فعاليات دولية أخرى، ويؤدي إلى استدامة العائدات، التي من المقدر ان تتجاوز 100 مليون دولار سنويا بعد البطولة.