في كل مرة يعود نقاش تقييم وقياس جودة شبكات الهاتف المحمول في المغرب، لكن حدته ارتفعت خلال الفترة الأخيرة مع اقتراب مواعيد كبرى تستعد لها المملكة ليس أقلها الحدث الكروي الأبرز: نهائيات كأس العالم.
بهذا الخصوص يكشف تقرير صادر بتاريخ 23 يوليوز الماضي عن شركة “RFBenchmark” أن المغرب يتوفر على أسرع إنترنت متنقل في منطقة شمال إفريقيا، مع متوسط سرعات تنزيل تصل إلى 45.1 ميغابايت في الثانية وسرعات تحميل تصل إلى 12.75 ميغابايت في الثانية. في حين لا يتجاوز توقيت تأخر البيانات، 27 ميلي ثانية، مما يوفر تجربة إنترنت سلسة وموثوقة.
هذه الخلاصة التي تضمنها التقرير المعنون بـ “الأنترنت المحمول في شمال إفريقيا وكينيا وتنزانيا: التوفر والجودة والسرعة”، يستند هذا الموقع المتخصص إلى تطبيق يحمل الاسم نفسه لقياس سرعة الإنترنت وتصنيف مزودي خدمات الإنترنت حول العالم، وتشتهر مؤشراته بدقتها وموثوقيتها.
خلاصات أخرى كشف عنها التقرير الصادر عن “RFBenchmark” تفيد بأن السوق المغربي للهاتف المحمول هو من بين الأكثر تطوراً في المنطقة، مع معدل انتشار يبلغ 137.5 في المائة. حيث توفر شركات الاتصالات الثلاثة الرئيسية باقة متنوعة من خدمات الهاتف المحمول والثابت واللاسلكي. وبفضل بنيتها التحتية القوية لشبكات الجيل الرابع (LTE)، تعمل على تحسين خدمات البيانات المحمولة لديها.
وحسب التقرير فالزيادة في حركة مرور البيانات المحمولة تعزى إلى حد كبير إلى الاستخدام الواسع النطاق للهواتف الذكية، والتي تشكل حوالي 80 في المائة من جميع الهواتف المحمولة المستخدمة حاليا. كما تقود هذه الشركات في توفير اتصالات الإنترنت في جميع أنحاء المغرب.
فضلا ن هذا تم تقييم سوق الاتصالات المغربي بنحو 3.5 مليار دولار في سنة 2021، ومن المتوقع أن ينمو بأكثر من 3 في المائة سنويا بين 2021 و2026. كما يتم توزيع حصص السوق لخدمات الجيل الثاني إلى الرابع بين الشركات الثلاثة بحصة 42.9 في المائة للفاعل التاريخي “اتصالات المغرب”، وبحصة 33.2 في المائة لأورنج، ثم حصة 23.9 لإنوي.
ومع ذلك يشدد التقرير أن “اتصالات المغرب” تبقى أكبر مشغل، حيث تعمل أيضا في عدة دول أفريقية بما في ذلك بنين وبوركينا فاسو وساحل العاج.
وقبيل نشر شبكات الجيل الخامس (5G) المخطط لها هذه السنة، تستثمر هذه الشركات بكثافة في تغطية الشبكات المحمولة والبنية التحتية، ما يخلق فرصا كبيرة لشركات التكنولوجيا الأمريكية في سوق الجيل الخامس الناشئة.
هذه الخلاصات تتوافق إلى حد كبير مع تقرير آخر لشركة OpenSignal الذي يشير إلى أن المغرب هو ضمن الدول الرائدة في إفريقيا على مستوى تجربة المستخدم على الشبكات المحمولة.
ففي تقريره عن “تجربة الشبكات المحمولة في إفريقيا”، الذي نشر في نونبر الجاري، كان المغرب من بين أفضل ثلاث دول في إفريقيا، سيما فيما يتعلق بسرعات التنزيل.
وفي التفاصيل التي أوردها تقرير شركة OpenSignal نقرأ أن المغرب يتوفر على سرعة تحميل تقدر بـ 22.6 ميغابايت في الثانية وهو معدل قريب من المعدل المسجل في زيمبابوي والتي تبلغ 22.9 ميغابايت في الثانية، ويضع البلدين مباشرة خلف جنوب إفريقيا التي تقدر فيها سرعة التحميل بـ 34.5 ميغابايت في الثانية.
وفي وقت تعد سرعات التنزيل مؤشرا بالغ الأهمية لتجربة المستخدم، إلا أنها لا تعطي نظرة شاملة على جودة الشبكة، حيث إن القدرة على تشغيل التطبيقات دون انقطاع هي عامل مهم لتجربة شبكة مُرضية.
وفي هذا الصدد يشير التقرير إلى أن البيانات الخاصة بثبات جودة الشبكة، ضع المملكة في رتبة متقدمة إفريقيا بمعدل ثبات يبلغ 45.5 في المائة ما يخوله احتلال الرتبة خلف كل من جنوب أفريقيا في المركز الأول بنسبة 58.6 في المائة، وتونس (57.7%)، وموزمبيق (49.5%)، ثم مصر (46%).