اختُتمت فعاليات الدورة الرابعة من مؤتمر “ديجيتال ناو” الدولي الذي نظمه نادي المسيرين (CDD) بشراكة مع وزارات التحول الرقمي وإصلاح الإدارة والصناعة والتجارة، حيث نجح في استقطاب ما يفوق 5000 مشارك.
ونقل بلاغ عن إدريس الظريف، رئيس نادي المسيرين بالمغرب، قوله: “يشكل ديجيتال ناو 2024 منعطفاً حاسماً في مسيرة التحول الرقمي بالمغرب. لقد نجحنا في إبراز دور التقنيات الرقمية كرافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ونتطلع من خلال هذه الدورة إلى تعزيز مكانة المملكة كجزء محوري في المنظومة الرقمية العالمية، مع التركيز على الابتكار والشمولية ودعم الكفاءات الشابة”.
المؤتمر سلط الضوء على أهمية التحول الرقمي كمحرك للنمو في مختلف القطاعات، مع إيلاء عناية خاصة لدوره في تعزيز الإدماج الاجتماعي والارتقاء بقطاعات التعليم والصحة والخدمات المالية. وشهد المعرض المصاحب للمؤتمر مشاركة أكثر من 30 عارضاً من شركات محلية وعالمية رائدة، قدموا أحدث الحلول التقنية المبتكرة، مما عزز جاذبية الحدث للقادة وصناع القرار. كما أثرى المؤتمر 30 متحدثاً مرموقاً من قادة الفكر وخبراء التقنيات الناشئة، الذين شاركوا رؤاهم وخبراتهم من خلال جلسات حوارية ونقاشات استراتيجية متعمقة.
امتد برنامج المؤتمر على مدار ثلاثة أيام حافلة، تضمنت 8 جلسات نقاشية و4 محاضرات رئيسية وورشة عمل متخصصة، تناولت موضوعات محورية مثل الذكاء الاصطناعي، وتطوير التسويق وعلاقات العملاء في العصر الرقمي، والقيادة وصقل المواهب، وإعادة هيكلة نماذج الأعمال، والتحول الرقمي، وآليات تمويل المقاولات الصغرى والمتوسطة. وقدمت هذه الجلسات تحليلاً معمقاً للتحديات الاستراتيجية التي تواجه مستقبل المغرب الرقمي.
وحظي موضوع الإدماج الرقمي، باعتباره أولوية وطنية، باهتمام خاص في النقاشات التي تناولت سبل تقليص الفجوة الرقمية، خاصة في المناطق النائية ولفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة. كما سلط المؤتمر الضوء على دور التقنيات المتقدمة كالذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في تحفيز التحول الاقتصادي. واحتلت رقمنة المقاولات الصغرى والمتوسطة مكانة محورية في النقاشات، مع تقديم حلول عملية وتجارب ناجحة لتيسير اندماجها في المنظومة الرقمية.
وقد أسهم تنوع المحاور والموضوعات في رسم صورة شاملة للفرص والتحديات المرتبطة بالتحول الرقمي، مما رسخ مكانة “ديجيتال ناو” كمنصة حيوية للتواصل وتبادل الخبرات بين رواد القطاع الرقمي والابتكار.
إلى ذلك شكلت مسابقة “تيك تالنت”، التي نُظمت قبيل انطلاق المؤتمر، محطة متميزة احتفت بإبداعات الشباب المغربي في المجال الرقمي. وتوجت المسابقة بتكريم أصحاب المشاريع المبتكرة خلال حفل عشاء راقٍ، حيث قيمت لجنة تحكيم متخصصة في مجالي الابتكار والتحول الرقمي المشاريع المتأهلة للنهائيات. وتم منح 4 جوائز قيمة، من بينها جائزة اختيار الجمهور، في خطوة تؤكد أهمية دعم الجيل الجديد من رواد الأعمال.
البلاغ أضاف أن الدورة الرابعة من “ديجيتال ناو” شكلت علامة فارقة في مسيرة تعزيز التحول الرقمي الشامل والمُحوِّل في المغرب. واستناداً إلى هذا النجاح، يتطلع فريق التنظيم إلى موعد متجدد في دجنبر 2025، حيث سيرفع سقف الطموحات نحو دورة خامسة أكثر تميزاً وابتكاراً، مع تحديات جديدة وآفاق أوسع.
