تسعى شركات عالمية عاملة في مجال صناعة إطارات السيارات، مثل “كونتيننتال” و”كود يير” و”ميشلان” و”دانلوب“، إلى التمركز في المغرب وبقوة، عبر تقوية الاستثمارات الخاصة بها، من أجل الرفع من مستوى الاندماج المحلي من جهة، وتنمية كافة المهن المرتبطة بقطاع السيارات من جهة أخرى.
وقد انتقل معدل الاندماج المحلي من نسبة 28 في المائة منذ 10 سنوات، ليناهز اليوم نسبة 50 في المائة، في حين يتمثل الهدف في بلوغ نسبة 65 في المائة بحلول سنة 2020. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، يسعى المغرب لتوفير أكبر عدد ممكن من المكونات المرتبطة بهذا المجال، إضافة إلى الترحيب بالوافدين الجدد و بالاستثمارات الخارجية على حد سواء.
وللتذكير فان المغرب يسعى لمنافسة جنوب إفريقيا على مستوى القارة السمراء، عبر إنتاج مليون سيارة مستقبلا، وذلك عبر أجراء مشاورات ومحاولات استقطاب أسماء مرموقة في صناعة السيارات و أجزائها.
و لتحقيق هذا الهدف، سيكون على المغرب توفير 5 ملايين عجلة للسيارات، كمعدل متوسط في السنة، أي ما يعادل 5 إطارات لكل سيارة. كما يضاف إليها إمكانية تصدير هذا الإنتاج، إلى أسواق المنطقة وأسواق القارة كذلك.
وفي تصريح لريمي كابون، المدير العام لبيجو- سيتروين اوطوموبيل المغرب، الذي أعلن مؤخرا عن مضاعفة قدرة المصنع الإنتاجي الخاص بالقنيطرة إلى 200 ألف سيارة سنوياً ابتداءً من 2020. أكد “أن المنطق يقول بوجوب إنشاء مصنع للإطارات بالمملكة، إذ أن كلا من بيجو و رونو يشتركان في عدد سيارات يناهز 600 ألف مركبة، حيث ان مجموعة ” PSA”، قد أعربت عن رغبتها في العمل على مشروع من هذا النوع. ومن الطبيعي ان يلاحظ تخوف المستثمرين من هذا النوع من المشاريع، واتخاذهم للحيطة و الحذر بشأنها، لكن هناك شركات صغيرة تتابع الوتيرة المنطلقة بخصوص هذه الاستثمارات عن كثب”.
وبحسب مصادر مطلعة، فان الشركة ستعلن عما قريب عن مشاريع مستقبلية في هذا النوع من المنشآت، رغم أن الواقع يظهر أن أسماء عملاقة كأمثال “كونتيننتال” و “كود يير” و”دانلوب” إضافة إلى “ميشلان”، تسعى للتواجد بأسواق أقوى وذات قدرة عالية، وهذا ليس الحال بالنسبة للسوق المغربي. فإن السوقين المحلي و الموجه للتصدير، يمتلكان إمكانيات كبيرة جدا، وهذا ما يجلب أنظار كل من المنتجين و المصنعين المتوسطين، الراغبين في تقديم منتجات جيدة بأسعار معقولة. وفي الوقت الحاضر، يمثل كل من الإسبان و الأتراك والايطاليين إضافة إلى الفرنسيين، أكثر المستثمرين الذين يبدون رغبة قوية في خلق استثمارات بالمملكة، إذ مازالوا يراقبون عن كثب التطورات التي يشهدها هذا القطاع بالمغرب .
ومن بين الشركات التي يسعى المغرب لاستقطابها، هناك الشركة السعودية “تيجان” التي تعتزم بناء مصنع خاص بها في المنطقة الصناعية بالقنيطرة، وفي هذا الصدد وقعت الحكومة المغربية نهاية 2017 مع شركة “كامشي إنجيرين” الصينية اتفاقا لبناء مصنع لإنتاج عجلات السيارات والشاحنات والعربات والجرارات، في المنطقة الصناعية الحرة في القنيطرة، باستثمار مشترك قيمته 250 مليون دولار مع شركة “تيجان” المغربية – السعودية.
