قال اتقان بوتشيش المدير العام لشركة إنفنيكس بالمغرب وشمال أفريقيا، إن السوق الوطني للهواتف الذكية ، مقبل خلال العام القادم على تحولات جذرية لصالح المستهلك المغربي.
وأوضح بوتشيش، في تصريح لموقع “بزنس مان” أن المنافسة الشرسة التي يشهدها سوق الهواتف الذكية بالمغرب، ستزداد حدة في العام المقبل بسبب القدوم القوي للشركات الصينية التي باتت أكثر حضورا و تصارع بشدة من أجل اقتطاع الحصة الكبرى من كعكة السوق.
ولاحظ بوتشيش أن هيمنة العلامات الكلاسيكية مثل الكورية ” سامسونغ ” والأمريكية “أبل” التي ظلت تسيطر خلال السنوات الأخيرة على المشهد التجاري لسوق الهواتف النقالة بالمغرب، أخذت تتراجع لصالح العلامات الصينية مثل إنفنيكس و هواواي و أوبو .. التي أبانت منتوجاتها عن تنافسية عالية ليصعد نجمها بشكل سريع في سوق تشهد تحولات متسارعة، وتكرس منطق البقاء للأقوى.
ويشهد السوق الوطني للهواتف الذكية، منذ مدة حربا تجارية حقيقية، وغير شريفة أحيانا، تخوضها العلامة الكورية “سامسونغ” لمواجهة اجتياح الهواتف الصينية الصنع للسوق المغربي، حرب تستعمل فيها الضربات تحت الحزام، إما بالضغط على الوكلاء التجاريين لعدم تسويق الهواتف الصينية المنافسة أو بإغراء الموزعين و تجار الجملة بهوامش ربح مفرطة يؤديها الزبون النهائي من جيبه.
غير أن أسلوب الترهيب والترغيب لم يعد ذا جدوى، في ظل الإقبال الذي باتت العلامات الصينية تحظى به، خصوصا لدى شريحة الشباب، الذين وجدوا في الهواتف الصنية الصنع، مواصفات تكنولوجية عالية لا تقل جودة عن منافساتها الكورية و بأسعار جد معقولة، ما ساهم في دمقرطة الولوج إلى هذه التكنولوجيا، وهو ما يفسر سبب تراجع حصة سامسونغ السوقية لفائدة منافساتها من قبيل إنفنيكس و أوبو و هواواي.
وأمام هذا المد الصيني، لم تقف الكورية “سامسونغ” مكتوفة الأيدي، بل إنها بادرت إلى إغراق السوق الوطني بهواتف من عائلة “J” التي يقل سعرها عن 2500 درهم، بعدما كانت من قبل تركز على الفئة “S” و ” A”، ومع ذلك فإن المنافسة ظلت شديدة بسبب إقدام العلامات الصينية على اقتراح هواتف ذكية “مدججة” بالتكنولوجيات الحديثة دون أن تضحي بمبدأ “دمقرطة الأسعار” حيث تقنع بهوامش صغيرة في مقابل البيع بكميات هائلة، وهو الأمر الذي لاتستطيع العلامة الكورية مجاراتها فيه، فعلى سبيل المثال لن تستطيع سامسونغ طرح هاتف بنحو 6.2 بوصة مزود بشاشة من فئة النوتش (أي شاشة العرض ذات النتوء العلوي ) و خاصية التعرف الذكي على الوجه و عشرات المزايا الأخرى.. بسعر أدنى من 1500 درهم ، الشيء الذي أقدمت عليه إنفنيكس مثلا مع هاتفها الأخير Hot 6X، وقس على هذا النموذج.
وحسب ما أكده لنا إتقان بوتشيش، فإن ما قامت به إنفنيكس حتى الأن لا يعدو أن يكون مجرد “تسخينات” ضمن االاستراتيجية التجارية للشركة الأم التي مازالت تقتصر حاليا على الأسواق الناشئة، كالهند ودول شمال أفريقيا، معتبرا أنه مازال في جعبة إنفنيكس الكثير من المفاجأت الواعدة في المستقبل والتي ستكون لا محالة في صالح المستهلك المغربي النهائي الباحث عن الجودة بأثمان معقولة.